كتاب خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم (اسم الجزء: 2)
أول السرايا
سرية حمزة رضى الله عنه:
346- فى السنة الأولى من الهجرة، ابتدأت السرايا، وهى عدد ليس بكثيف من المجاهدين يعترضون رجالا من قريش يتجهون إلى الشام بأموال لهم. ليمنعوهم من الذهاب إلى الشام، ويستولوا على ما معهم من المال أو يقاتلوهم.
ويلاحظ أن هذه السرايا كان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يختار رجالها من قريش، وليس معهم من الأنصار أحد، وأوّل سرية كان قد عقدها صلى الله تعالى عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب، وخرج حمزة في رمضان على رأس سبعة أشهر من الهجرة على سيف البحر، وكانت عدة هذه السرية ثلاثين رجلا من المهاجرين، وكذلك كانت سرايا هذه السنة، وكان لواؤها أبيض، وقد اعترضوا طريقا لعير لقريش، وكانت لكبرائهم، وكانت عدة من تعرض لهم حمزة ثلاثمائة، على رأسهم عمرو بن هشام (أبو جهل) .
تقابل الفريقان المؤمنون بقيادة أسد الإسلام حمزة، والثانية بقيادة لئيم قريش وخبيثها أبى جهل، ولكن تحاجز الفريقان عن القتال، وذلك لتوسط رجل من العرب كان موادعا الفريقين اسمه ابن عمرو الجهنى ولذلك لم يحدث قتال.
سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب:
347- وفي شوال من هذه السنة عقد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لعبيدة بن الحارث لواء أبيض، وأمره بالسير إلى بطن رابغ، فى ستين من المهاجرين ليس فيهم أنصارى.
التقت هذه السرية بمشركى قريش وكانت عدتهم مائتين، عليهم أبو سفيان صخر بن حرب.
وقد كان اللقاء عند ماء يقال له الأخياء حيث كان المشركون، والمؤمنون قد بلغوا ثنية المرة ولم يكن بينهم قتال، ولكن كان بينهم رمى بالسهام.
ولقد رمى سعد بن أبى وقاص الذى كان في هذه السرية وإن لم يكن قائدها فقد رمى بسهم، فكان أوّل سهم رمى به في الإسلام.
هذا هو الترتيب الذى ذكره الواقدى في ترتيب السرايا، فذكر أن سرية حمزة كانت أولا، وأنها كانت أوّل سرية، وتليها سرية عبيدة بن الحارث.
الصفحة 507
1120