كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث

المتقدمين والمتأخرين من الفقهاء والأصوليين, وهو الصحيح المشهور بين أهل الحديث ويوجد في مصنفاتهم كثيرا: كتب إلى فلان قال: حدثنا فلان ... وقال السمعاني هي أقوى من الإجازة, قال السيوطي, وهو المختار بل وأقوى من أكثر صور المناولة.
وليس أدل على صحتها من اعتبار صاحبي الصحيحين لها, ففي صحيح البخاري في "الإيمان والنذور" كتب إلى محمد بن بشار -شيخه- وليس في بالمكاتبة عن شيوخه غيره, وفيه وفي صحيح مسلم أحاديث كثيرة بالمكاتبة في أثناء السند منها:
ما أخرجاه عن وراد1 قال: "كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إليّ ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكتب إليه" الحديث في القول عقب الصلاة.
وأخرجا عن ابن عوف قال: "كتبت إلى نافع فكتب إليّ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أغار على بني المصطلق وهم غارون"2 إلى غير ذلك3.
"ألفاظ الأداء" كتب إلى فلان, كاتبني فلان قال: حدثني فلان بالمكاتبة والإجازة, أخبرني بالمكاتبة والإجازة, أو يقيد ذلك بالمكاتبة إذا لم تكن مقرونة بالإجازة, أما إطلاق حدثنا أو أخبرنا فلا يجوز على الصحيح وجوز بعضهم إطلاق أخبرنا دون حدثنا.
"الطريق السادس":
"الإعلام" وهو إعلام الشيخ الطالب بأن هذا الحديث أو الكتاب سماعه من فلان من غير أن يأذن له في روايته عنه.
__________
1 بفتح الواو وفتح الراء المشددة الممدودة آخره دال: أبو سعيد أو أبو الورد الثقفي الكوفي كاتب المغيرة بن شعته ومولاه وهو ثقة من الطبقة الثالثة.
2 أي غافلون، ولكن كانوا قد بلغتهم الدعوة.
3 تدريب الراوي ص147.

الصفحة 113