كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث

السند: السند من معانيه في اللغة "ما استندت إليه من حائط وغيره" "المصباح المنير" وفي القاموس: "السند محركة ما قابلك من الجبل، وعلا عن السفح ومعتمد الإنسان".
وفي اصطلاح المحدثين: هو الطريق الموصل للمتن. وبعبارة أوضح: هو رواة الحديث الذين رووا لفظ الحديث. والمناسبة بين المعنيين ظاهرة. فإن الرواة للحديث هم الذين يعتمد عليهم المحدثون في معرفة المقبول من المردود، والصحيح من غيره.
"الإسناد" في اللغة: قال في القاموس "وسند إليه سنودا وتساند استند وفي الجبل صعد كأسند وأسندته أنا فيهما" ح1 ص303 وفي اصطلاح المحدثين له إطلاقان:
1- هم الرواة الراووان للمتن وعليه فهو مرادف للسند.
2- رفع الحديث إلى قائله ونسبته إليه وعليه فهو مغاير للسند ويكون من عمل الراوي للحديث.
المسند: بفتح النون له معان عند المحدثين:
1- يطلق ويراد به الإسناد فيكون مصدرا. ومثاله "مسند الشهاب" و"مسند الفردوس" أي أسانيد أحاديثهما1.
2- ويطلق ويراد به أحد أنواع علوم الحديث وسنذكره فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
وأما المسند بكسر النون: فهو الذي يرفع الحديث إلى قائله.
المتن: المتن في اللغة. قال في المصباح المنير: "متن الشيء بالضم متانة اشتد وقوي فهو متين. والمتن من الأرض ما صلب وارتفع ... والمتن الظهر وفي القاموس, مادة متن "ومتن الكبش صفنه واستخرج بيضه
__________
1 الشهاب: كتاب للقضاعي, وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ذكر فيه أحاديث غير مسندة. ثم ذكر أسانيدها في كتاب سماه "مسند الشهاب" "والفردوس" اسم كتاب للحافظ أبي شجاع شيرويه بن شهردار المتوفى سنة تسع وخمسمائة أورد فيه عشرة آلاف حديث فصار بغير ذكر إسناد مرتبة على حروف المعجم, أما مسند الفردوس فهو لابنه أبي منصور شهردار بن شيرويه الهمداني المتوفى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة, وقد أسند فيه أحاديث كتاب أبيه.

الصفحة 18