كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث

ومنهم من ألف في علل الحديث مثل علي بن المديني المتوفى سنة 234هـ والإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ والإمام الدارقطني المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
"التدوين في هذا العلم كفن مستقل":
ثم رأى بعض أئمة الحديث أن يجمعوا ما تفرق من بحوث هذا العلم في كتاب واحد يكون جامعا لأصول هذا الفن. ورءوس مسائله لا لجميع جزئياته ومباحثه. فمن ثم جاءت كتب هذا الفن كالفهارس بالنسبة لما تفرق من تلك الكتب التي تكون مكتبة عامرة.
"أسماء هذا العلم":
ولكون هذا العلم خلاصة علوم متعددة ومعارف متنوعة على ما ذكرنا سماه بعض العلماء "علوم الحديث" بالجمع لمحا للأصل, ولكون هذا العلم أصلا لعلم الحديث رواية وهو منه بمنزلة "أصول الفقه" من "الفقه" سمي "علم أصول الحديث" ولكون أصوله وقواعده تغلب عليها الاصطلاحات الفنية سمي "علم مصطلح الحديث" ولكون هذا العلم يقابل علم الحديث رواية سمي "علم الحديث دراية". فهذه الأربعة أسماء لمسمى واحد. وهو هذه المباحث التي تدور حول الرواية والراوي والمتون والأسانيد من حيث القبول والرد.
"متى دون هذا الفن وأشهر الكتب المؤلفة فيه":
وكان ظهور التدوين في هذا العلم كفن مستقل في القرن الرابع الهجري على ما نعلم وإليك أشهر ما ألف فيه.
1- أول ما ألف فيه القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن

الصفحة 30