كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث

ابن خلاد الرامهرمزي1 المتوفى حوالي سنة 360هـ فألف كتابا سماه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" ولكونه أول محاولة لم يجئ كتابه على ما ينبغي, فلم يستوعب كل أنواع هذا العلم ومباحثه, وهذه هي السنة في التآليف, فما من علم مبتدع إلا ويبدأ صغيرا ثم يكبر وقليلا ثم يكثر.
2- ثم جاء بعده الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري صاحب كتاب "المستدرك على الصحيحين" و"الإكليل" و"المدخل إليه" في مصطلح الحديث. و"تاريخ نيسابور" المتوفى سنة 405هـ فألف كتابه "علوم الحديث" ولكنه لم يهذب الفن كما ينبغي ولم يرتبه الترتيب المنشود.
3- ثم تلاه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني صاحب كتاب "حلية الأولياء" و"المستخرج على البخاري" المتوفى سنة 430هـ فعمل على كتاب الحاكم مستخرجا زاد فيه أشياء على ما في كتابه. لكنه أبقى أشياء لم يذكرها فتداركها من جاء بعده.
4- ثم جاء بعد هؤلاء الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي صاحب "تاريخ بغداد" وغيره المتوفى سنة 463هـ فألف في قوانين الرواية كتابا سماه "الكفاية في قوانين الرواية" وفي آدابها كتابا سماه "الجامع لآداب الشيخ والسامع".
وقل فن من فنون الحديث إلا وقد ألف فيه كتابا مفردا, فكان كما قال الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 629هـ "كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال
__________
1 بفتح الميم الأولى وضم الهاء وسكون الراء وضم الميم الثانية بعدها زاي بلد بخوزستان في فارس وهي في الجانب الغربي من إيران على مقربة من الخليج العربي وهو مكونة من كلمتين "رام" و"هرمز" ومعنى "رام" بالفارسية المراد والمقصود و"هرمز" أحد الأكاسرة ومعناها مراد هرمز.

الصفحة 31