كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث

من تأخير ذلك إلى أن تحصل العناية التامة بحسن ترتيبه وإجادة تنسيقه وقد ذكر في كتابه خمسة وستين نوعا وقال: وليس بآخر الممكن في ذلك فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى1.
وقد صدق فقد وصل بالأنواع السيوطي في التدريب إلى ثلاثة وتسعين نوعا. منها ما أدمجه ابن الصلاح في غيره كالمعنعن والمعلق فقد ذكرهما في نوع المعضل. ومنها ما فاته كالقوي والجيد. والمعروف والمحفوظ، والثابت، والصالح، وكمن اتفق اسمه واسم شيخه ونحوهما2 وقد شرح كتاب ابن الصلاح الحافظ العراقي وهو شرح نفيس قيم له فيه عليه إيضاحات وتفسيرات وتقييدات وزيادات3 وقد سماه "التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من علوم ابن الصلاح" وقد اعتنى العلماء بكتاب ابن الصلاح. وسار في فلكه جل من ألف بعده في علوم الحديث, فمنهم من نظمه, ومنهم من اختصره ومنهم من اقتصر على بعض ما جاء فيه, ومنهم من استدرك عليه بعض ما فاته, ومنهم من انتصر له ونافح عنه.
8- فمن نظمه الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي المتوفى سنة 806هـ في كتابه "ألفية الحديث" وشرحها هو بنفسه وكذلك شرحها بعده الحافظ السخاوي في شرح جيد وهو أحسن شروحها وهو مطبوع.
9- وممن اختصره الإمام الحافظ أبو زكريا محيي الدين النووي المتوفى سنة 676هـ صاحب كتاب "المجموع" و"الروضة" في فقه الشافعية, وشرح صحيح مسلم وغيرها من الكتب النافعة في كتاب سماه "الإرشاد" ثم اختصر المختصر في كتاب سماه "التقريب" وقد شرحه
__________
1 مقدمة ابن الصلاح ص6.
2 التدريب ص14، 15.
3 طبعت المقدمة وشرحها بحلب سنة 1350هـ.

الصفحة 33