كتاب منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير

دين النبي صلى الله عليه وسلم. لقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} الآية1، ودين النبي "صلى الله عليه وسلم" التوحيد، وهو معرفة "لا اله إلا الله محمد رسول الله" والعمل بمقتضاهما2.
- ومن ذلك أيضاً إشارته على من قبل نصيحته من إخوانه ألا يصير في قلبه أجل من كتاب الله، ويظن أن القراءة فيه أجل من قراءة القرآن3.
واعتماد الشيخ على القرآن في دعوته ظاهر جلي كما قلت تصريحاً واستقراء.
- ومن ذلك أنه يدعو من يخالفه إلى التحاكم لكتاب الله كقوله: وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهله ... 4.
- وقوله: والقائل إنه يطلب الشفاعة- أي من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة- بعد موته يورد علينا الدليل من كتاب الله أو من سنة رسول الله أو من إجماع الأمة والحق أحق أن يتبع5.
- ومن الأمثلة الظاهرة على ارتكاز الدعوة على القرآن، وفهم تفسيره ومعانيه، والتزود به، قول الشيخ في وصيته العامة إلى من يصل إليه من المسلمين: وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} 6، فإذا عرفت ذلك، وعرفت أن الطريق إلى الله لابد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم وحجج كما قال تعالى: {وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الآية7
__________
1 سورة النساء: آية "115".
2 مؤلفات الشيخ/ القسم الخامس/ الرسائل الشخصية ص "182".
3 المرجع السابق ص "37".
4 المرجع السابق ص "266".
5 المرجع المسابق ص "49".
6 سورة غافر: آية "83"
7 سورة الأعراف: آية "86".

الصفحة 18