كتاب منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير

- ومن حثه أيضاً على التمعن في كتاب الله، وفهم التوحيد منه قوله: "قيل: إن أول آية نزلت قوله سبحانه بعد إقرأ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ} 1 قف عندها ثم قف ثم قف ترى العجب العجيب، ويتبين لك ما أضاع الناس من أصل الأصول، وكذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً} الآية2، وكذلك قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} الآية3، وكذلك قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية4، وغير ذلك من النصوص الدالة على حقيقة التوحيد ... 5.
- وبمقابل ذلك نجد أن الشيخ "رحمه الله" يذم فن يتبع غير كتاب الله ويعرض عنه فيقول عند قول الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} الآية6:كون أناس من أهل الكتاب إذا وقعت المسألة وأرادوا إقامة الدليل عليها تركوا كتاب الله7.
ويقول ذاماً لكتب علم الكلام: ... مع أنك إذا طالعت في كتاب من كتب الكلام مع كونه يزعم أن هذا- أي الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات وتنزيه الله تعالى- واجب على كل أحد، وهو أصل الدين تجد الكتاب من أوله إلى آخره لا يستدل على مسألة منه بآية من كتاب الله ولا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يذكره ليحرفه عن مواضعه8.
كما يذم ذماً بالغاً- في غير موضع- الذين يحجرون على أنفسهم ويعرضون عن القرآن بحجة أنه لا يفهمه إلا المجتهد، ولذا حرموا الهدى والعياذ بالله9.
وكل ما تقدم- وغيره كثير- إنما هو في بيان علاقة دعوته بالقرآن وتفسيره من خلال نصوصه وتصريحه، وأما إذا ما نظرت إلى كتبه ومؤلفاته
__________
1 سورة المدثر: الآيتان "1، 2".
2 سورة النحل: آية "36".
3 سورة الجاثية: آية "23".
4 سورة التوبة: آية "31".
5 مؤلفات الشيخ/ القسم الخامس/ الرسائل الشخصية ص "172، 173".
6 سورة البقرة: آية "102".
7 مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "21".
8 مؤلفات الشيخ/ القسم الخامس/ الرسائل الشخصية ص "263".
9 انظر منهج الشيخ في تفسيره فيما يأتي ص "93-95".

الصفحة 20