كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ

كزمن بني أمية الشرفاء، أو ربما سيظهر في زمن ذلة كزمن ملوك الطوائف الذي ظهر به الأمير البطل المتوكل بن الأفطس، ربما نشأ هذا العظيم الذي ننتظر في بيئة بدوية كتلك التي نشا فيها الإمام ابن عبد الوهاب والقائد عمر المختار، أو لعله نشأ في بيئة الحضر كتلئا التي نشا فيها عبد الرحمن الناصر والقائد الأموي يزيد بن معاوية، ربما كان هذا العظيم إعلاميًا ككعب بن زهير، أو داعية كعبد اللَّه بن ياسين الجزولي، ربما كان قائدًا عسكريًا كخالد بن الوليد أو جنديًا بطلًا كزيد بن الخطاب، ربما تربى هذا العظيم في بيئة كافرة كتلك التي تربى فيها عملاق التوحيد في الجاهلية زيد بن عمرو بن نفيل، أو في بيئة صالحة كتلك التي تربى فيها عبد اللَّه بن عباس، ربما كان هذا العظيم الذي تنتظره الأمة نصرانيًا سيقذف اللَّه في قلبه الإسلام كما قذفه في قلب صغاطر كبير أساقفة الروم، أو لعله كان رجلًا علمانيًا أدرك كنه الإسلام وعظمته كالعالم الفرنسي موريس بوكاي، أو لعله يكون مسلمًا يتوب إلى اللَّه بتوبةٍ كتلك التي تابها المخلفون الثلاثة، ربما تمثل هذا العظيم في شخص امرأة عظيمة غيرت مجرى التاريخ كأم موسى، ربما كان زوجها صالحًا كخديجة بنت خويلد، أو كان زوجها شيطانًا كأسية زوجة فرعون، أو لعلها كانت عزباء كمريم ابنة عمران، ربما كانت هذه المرأة العظيمة التي سوف يخلدها التاريخ أمًا فدائية كماشطة بنت فرعون أو فتاة شجاعة كفاطمة بنت محمد أو عالمة ربّانية كعائشة، ربما يكون بطلنا القادم أبًا يصنع من ابنه قائدًا فاتحًا كما صنع السلطان مراد الثاني ابنه الفاتح، أو ربما يكون أستاذًا يزلزل الأرض بصوته ليزرع روح العزة والكرامة في نفوس تلاميذه كما كان يفعل نسر تونس العملاق عبد العزيز الثعالبي، ربما كان هذا البطل الذي ننتظره هو نفسه القائد الذي سيتقذ الإسلام من شر الصفويين الجدد كما فعل سليم الأول مع الصفويين القدامى، أو يكون هو الرجل الذي سيخلص المسلمين من شر الصليبيين الجدد كما فعل سليمان القانوني مع الصليبيين القدامى، ربما كان بطلنا من بلاد الشام المباركة كسليمان الحلبي وعز الدين القسّام، أو لعله كان عملاقًا مصريًا كالجرجاوي، ربما خرج هذا العظيم المنتظر من أرض الأبطال في الجزائر كابن باديس والأمير عبد القادر الجزائري، أو خرج من مصنع الرجال المغربي الذي أنتج للأمة عمالقة عظام كالخطابي والماريني، ربما كان عظيمنا من أبناء اليمن السعيد كالشوكاني،

الصفحة 452