كتاب الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}» (¬1).
ولا شك أن الله تعالى إنّما يهدي من كان أهلاً للهداية، ويضلُّ من كان أهلاً للضلالة، قال - عز وجل -: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين} (¬2).
فبيَّن الله - عز وجل - أن أسباب الضلالة لمن ضل إنما هي بسبب من العبد نفسه، والله - عز وجل - لا يظلم الناس شيئاً، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (¬3). وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون} (¬4).
وقال الله تعالى: {وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُون} (¬5).

3 - الإيمان بأن ذلك التفاوت: من الشقاوة والسعادة، لحكمةٍ عظيمة جعلها الله سبحانه من أمور الغيب وأوجب على عباده الإيمان بها، والتَّسليم بأن ذلك عين الحكمة، والعدل، والرحمة، كما قال الخضر
¬_________
(¬1) متفق عليه، البخاري، كتاب الجنائز، باب موعظة المحدِّث عند القبر برقم 1362، وكتاب التفسير، بابٌ {فسُنُيَسِّرهُ لليُسْرَى} [سورة الليل: 5 - 10]، ومسلم، كتاب القدر، باب كيف خلق الآدمي في بطن أمه، وكتابة رزقه، وعمله، وشقاوته وسعادته، برقم 6247، والآيات من سورة الليل 5 - 10.
(¬2) سورة الصف، الآية: 5.
(¬3) سورة النساء، الآية: 40.
(¬4) سورة يونس، الآية: 44.
(¬5) سورة يونس، الآية: 101

الصفحة 34