كتاب الفوائد السنية في شرح الألفية (اسم الجزء: 3)

[لرعد: ٤٣]. لكن الكلام الآن حيث كانت عامة، فالتعبير بالعاقل مستقيم، نحو: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ} [فصلت: ٤٦]، {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: ٥٦].
و"ما" لغير العاقل، نحو: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: ٢]، {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} [طه: ١٧].
ومنها ما يختص بالزمان، كـ"متى"، أو المكان، كَـ "أين".
وما يعم الكل، كَـ"أل"، وسيأتي إيضاحها في المحلَّى بِـ "أل" والفرق بينهما والخلاف فيهما.
وكَـ "أي" الشرطية والاستفهامية، لا الموصولة؛ فلذلك عَقَّبتُ بالأمثلة وبينتُ ما يحتاج إلى البيان وإخراج ما يخرج في الأبيات الآتية. والله أعلم.
ص:
٥٧٩ - كَـ "مَا"وَ "مَنْ "، وَلإنَاثٍ يَشْمَلُ ... ذِي في كَـ "مَنْ بَدَّلَ دِينًا، يُقْتَلُ"
٥٨٠ - وَكَـ "مَتَى" في زَمَنٍ، وَ"حَيْثُما" ... وَ"أَيْنَ" في الْمَكَانِ فِيمَا عُلِمَا
٥٨١ - نَعَمْ، مِنَ الْمَوْصُولِ "أَيٌّ "تُفْرَدُ ... فَلَيْسَ فِيهَا مِنْ عُمُومٍ يُقْصَدُ
الشرح:
فأشرت إلى أن "مَن" و"ما" للعموم، سواء أكانتا للشرط أو للاستفهام أو موصولتين.
أما الشرطيتان: فبالاتفاق، وأما الاستفهاميتان فعَلَى قول الجمهور، منهم: الشيخ أبو إسحاق وسليم الرازي وابن السمعاني وابن الصباغ وغيرهم، وأبو بكر الرازي والبزدوي من الحنفية، والقرطبي والأبياري مِن المالكية، واختاره الإمام الرازي والآمدي والهندي،

الصفحة 1315