سلمة: "فكيف تصنع النساء بذيولهن" الحديث (¬١)، وقد سبق، فأقرها النبي -صلى الله عليه وسلم- على فهم دخول النساء في "مَن" الشرطية.
ولأنه لو قال: (من دخل داري فهو حر) فدخلها النساء، عُتِقن بالإجماع كما قاله في "المحصول".
وحكى ابن الحاجب وغيره قولًا أنَّ "مَنْ" تختص بالذكور، ولا يدخل فيها الإناث. ويُعزى لبعض الحنفية، وأغرب ابن الدهان النحوي فعزاه للشافعي.
وبنى المخالف على ذلك عدم قتل المرتدة؛ لحمله قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن بَدَّل دِينه فاقتلوه" (¬٢) على اختصاصه بالذكور.
ومذهبنا أنها تُقتل؛ بناء على دخول الإناث في الحديث.
نعم، قيد إمام الحرمين الخلاف بِـ "مَنْ" الشرطية، وبه عَبَّر ابن الحاجب وجَمعٌ حتى لا يجري الخلاف في الاستفهامية والموصولة.
لكن قال الصفي الهندي: الظاهر أنه لا فرق.
واعتذر بعضهم عن إمام الحرمين بأنه إنما قيد بذلك لكونه لم يذكر الاستفهامية والموصولة في صيغ العموم.
وقولي في النَّظم: (في كَـ "مَنْ بَدَّلَ") يحتمل الرأيين، أي: مثل: "مَن بدل دينه" في كونها شرطية أو في كونها مِن صُوَر "مَنْ" في الجملة، مثالًا، لا قيدًا، ولكن الاحتمال الثاني أعم وأَفْيد، فهو الأرجح.
---------------
(¬١) سبق تخريجه.
(¬٢) صحيح البخاري (رقم: ٢٨٥٤)، وغيره.