كتاب الفوائد السنية في شرح الألفية (اسم الجزء: 3)

الغزالي في كتاب "معيار العلوم"، وكأنهم إنما لم يجعلوا "أل" سورًا؛ لمحل الاحتمال، بخلاف "كل"، فإنها صريحة، والله أعلم.
ص:
٥٨٣ - وَشَامِلٌ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} النَّبِيْ ... وَإنْ وُصِلْ بِـ "قُلْ "، وَمثْلُ ذَاحُبِيْ (¬١)
الشرح:
لما بينتُ أن المحلَّى بِـ "أل" للعموم، ذكرت مسائل من مختلف في محل العموم فيه، كالفروع للقاعدة.
فمنها: لفظ "الناس" في نحو: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: ٢١] هل يشمل الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟
فيه مذاهب هي جارية أيضًا في نحو: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: ١٠٤]، {يَاعِبَادِيَ} [العنكبوت: ٥٦]، وغير ذلك من صيغ العموم:
أحدها وهو الصحيح وقول الجمهور: نعم، لِصِدق ذلك عليه، فلا يخرج إلا بدليل.
ثانيها: لا، لقرينة المشافهة؛ لأن المشافِه غير المشافَه، والمبلِّغ غير المبلَّغ، والآمِر والناهي غير المأمور والمنهي، فلا يكون داخلًا.
ورُدَّ بأن الخطاب في الحقيقة هو من الله للعباد، وهو منهم، وهو مع ذلك مبلِّغ [للأمة] (¬٢)، فالله هو الآمر الناهي، وجبريل هو المبلغ له، ولا تنافي في كون النبي -صلى الله عليه وسلم- مخاطَبًا
---------------
(¬١) قد يكون معناه: اعتُرِض. في لسان العرب (١٤/ ١٦٢): (حَبَا لَهُ حَبِيٌّ: اعترضَ لَهُ مَوْجٌ).
(¬٢) كذا في (ص، ق)، لكن في (س): للآية.

الصفحة 1344