كتاب الفوائد السنية في شرح الألفية (اسم الجزء: 4)

يجوز إطلاقه على الباري تعالى؛ لِمَا فيه من الإيهام للمُحال، إلا أن يُتَحَقَّق مِن الشرع إذن في إطلاقه، ولا سبيل إليه.

تنبيهان
الأول: قد سبق في الكلام على السبب أن "العِلة" قِسم من السبب، فهو أَعَم منها؛ فإنها يُعتبر فيها المناسبة وهو أَعَم من ذلك. فقد يكون زمانًا ومكانًا وغير ذلك مما بيَّناه هناك.
ونزيد هنا أنَّ بينهما فرقًا في اللغة والكلام والأصول والفقه.
فأما اللغة:
فَـ"السبب" ما يُتَوَصَّل به إلى غيره ولو بوسائط. كتسمية الحبل سببًا. وذكروا للعلة معاني يدور [القَدْر] (¬١) المشترك فيها على أن يكون أمر مستمدًّا من آخَر له في إيجاده تأثير.
ولهذا يقول أكثر النحاة: "اللام" للتعليل، و"الباء" للسببية. ولم يعكسوا التعبير فيهما.
وقال ابن مالك: (الباء للسببية والتعليل). فَغَايَر بينهما.
وأما في الكلام:
فالسبب: ما يحصل الشيء عنده، لا بِه. والعلة: ما يحصل به.
وأيضًا: "العلة" ما يتأثر بها المعلول بلا واسطة ولا شرط. و"السبب" ما يُفضِي للحكم بواسطة وشرط؛ ولذلك يتراخى حتى توجد وسائطه وشرطه وتنتفي موانعه.
وفي الأصول:
---------------
(¬١) في (ص، ق): الأمر.

الصفحة 1901