كتاب الفوائد السنية في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)

وقد سبق عن الماوردي والأستاذ أبي إسحاق وجمعٍ أنه قسم ثالث غير المتواتر والآحاد، وذهب أبو بكر الصيرفي والقفال الشاشي إلى أنه و"المتواتر" بمعنًى واحد.
وثالثها: أن "المشهور" أعم من "المتواتر"، وهو طريقة المحدثين.
قال ابن الصلاح: (ومعنى الشهرة مفهوم، وهو ينقسم إلى: صحيح، كحديث: "إنما الأعمال بالنية" (¬١)، وغير صحيح، كحديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (¬٢). ونقل عن أحمد أن أربعة أحاديث تدور في الأسواق ليس لها أصل) (¬٣). إلى آخِره.
ثم قال: وينقسم إلى: ما هو مشهور بين أهل الحديث وغيرهم، نحو: "المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده" (¬٤)، وبين أهل الحديث خاصة، كقنوته - صلى الله عليه وسلم - بعد الركوع شهرًا يدعو على رعل وذكوان) (¬٥) (¬٦).
ثم ذكر وَجْه اختصاصه بالشهرة عندهم، ثم قال: (ومن المشهور المتواتر). إلى آخِر ما
---------------
(¬١) سبق تخريجه.
(¬٢) سنن ابن ماجه (رقم: ٢٢٤)، مسند أبي يعلى (٢٨٣٧)، المعجم الصغير للطبراني (١/ ٣٦، رقم: ٢٢)، وغيرها. قال الحافظ السخاوي في (المقاصد الحسنة، ص ٤٤٢): (قال العراقي: "قد صحح بعض الأئمة بعض طُرقه. . "، وقال المِزِّي: "إنَّ طُرقه تبلغ به رُتبة الحسن"). وقال الألباني في (تخريج أحاديث مشكلة الفقر، ص ٦١ - ٦٢) بعد أنْ ذكر طرقه: (وبالجملة فَجُلّ طُرُق هذا الحديث واهية؛ ولذلك ضَعَّفه جماعة من الأئمة. .، لكن بعض طرقه الأخرى مما يقوي بعضه بعضًا، بل أحدهما حسن. . فالحديث بمجموع ذلك صحيح بلا ريب عندي).
(¬٣) مقدمة ابن الصلاح (ص ٢٦٥).
(¬٤) صحيح البخاري (١٠)، صحيح مسلم (٤١).
(¬٥) صحيح البخاري (٩٥٨)، صحيح مسلم (٦٧٧).
(¬٦) مقدمة ابن الصلاح (ص ٢٦٥).

الصفحة 523