كتاب الفوائد السنية في شرح الألفية (اسم الجزء: 2)

"الهذيان"، فهو باطل) (¬١).
قلتُ: وأيضًا فليس المراد بالتركيب هنا إلا اجتماع لفظات، لا التركيب المعتبر للإفادة.
وقولي: (مِنْ مَعْنَى) - "من" فيه زائدة في اسم ليس، ومعنى "عَنَّا": عَرَض. والله أعلم.
تقسيم آخَر:
٤٤٠ - اللَّفْظُ جَامِدٌ، وَمُشْتَقًّا وَرَدْ ... وَ"الِاشْتِقَاقُ" الِاقْتِطَاعُ، فَيُرَدْ
٤٤١ - لِأَصْلِهِ اللَّفْظُ؛ لِوَفْقِ الْمَعْنَى ... وَفي حُرُوفِهِ أُصُولُ الْمَبْنَى
٤٤٢ - مَعَ تَغَيُّرٍ وَلَوْ مُقَدَّرَا ... وَلَوْ مَجَازًا، ثُمَّ طَرْدًا قَدْ يُرَى
الشرح:
هذا تقسيم للغة راجع للمفردات، يتوقف الاستدلال في كثير مِن المسائل عليه كما سيأتي بيانه، فاحتيج إلى ذكره في مباحث اللغة.
وهو أن اللفظ العربي إما جامد وإما مشتق.
وهو معنى قولي: (وَمُشْتَقًّا وَرَدْ)، فقدمتُ الحال مِن الضمير في "ورد" العائد على اللفظ.
والمشتق أشرف؛ لأن فيه فائدتين: إفادة ذات الشيء، وإفادة وصفه. وزاد [الخُوَيِّي] (¬٢) فائدة ثالثة، وهي تسهيل السبيل على الواضع والمتعلم.
قال الأئمة: علم الاشتقاق مِن أشرف علوم العربية وأدقها، وعليه مدار علم
---------------
(¬١) نهاية الوصول في دراية الأصول (١/ ١٤٣).
(¬٢) كذا في (ز، ص). لكن في سائر النسخ: الجويني.

الصفحة 935