كتاب القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية

المؤدب، عن الأعمش، عن مجاهد قال: حدثني مولاي (¬1) أن أهله بعثوا معه بقدح فيه زبد ولبن إلى آلهتهم، قال: فمنعني أن آكل الزبد لمخافتها (¬2) قال: فجاء كلب فأكل الزبد وشرب اللبن، ثم بال على الصنم: وهو إساف ونائلة، قال هارون: كان الرجل في الجاهلية إذا سافر حمل معه أربعة أحجار، ثلاثة لقدره (¬3) والرابع يعبده، ويربي كلبه، ويقتل ولده (¬4).
3/ 4 - (3) حدثنا مجاهد بن موسى قال: حدثنا ريحان هو ابن سعيد السامي، ثنا عباد هو ابن منصور، عن أبي الرجاء قال: كنا في الجاهلية إذا أصبنا حجرا حسنا عبدناه، وإن لم نصب حجرا جمعنا كثبة من رمل، ثم جئنا بالناقة الصفي فتفاجّ عليها فتحلبها على الكثبة حتى نرويها، ثم نعبد تلك الكثبة (¬5) ما أقمنا بذلك المكان (¬6).
قال أبو محمد: الصفي: الكثيرة الألبان، فتفاجّ: يعني الناقة إذا فرجت بين رجليها للحالب، والفج الطريق الواسع وجمعه فجاج.
¬_________
(¬1) لعله السائب بن أبي السائب - رضي الله عنه -، أو ابنه عبد الله - رضي الله عنه -، أو قيس بن السائب المخزومي - رضي الله عنه - انظر (تهذيب الكمال، والإصابة 8/ 187).
(¬2) يعني الآلهة.
(¬3) أي أثافي يضع عليها قدره لصبخ طعامه.
(¬4) سنده حسن، وعند أحمد نحوه، حديث (15484).
(¬5) قال في الصحاح (2/ 377): كثبت الشيء أكثبه كثبا: إذا جمعته والجمع: الكثبان وهي تلال الرمل، وانظر (النهاية 4/ 151).
(¬6) فيه ضعف عباد بن منصور، وعنعنته، وتغيّر بأخرة، لكنه خبر يحتمل منه مثل هذا، وأخرجه أبو نعيم بسند حسن (الحلية 2/ 306).

الصفحة 12