كتاب القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية

كانوا على رأس كناسة (¬1)، ويأتزرن على أوساطهم، ويوضئون أطرافهم، وأصواتهم بالليل في جو السماء كصوت النحل) (¬2).
8/ 8 - (5) أخبرنا مجاهد بن موسى قال: ثنا معن - هو ابن عيسى - ثنا معاوية بن صالح، عن أبي فروة، عن ابن عباس، أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة؟ فقال كعب: نجده محمد بن عبد الله، يولد بمكة، ويهاجر إلى طابة، ويكون ملكه بالشام، وليس بفحّاش، ولا سخّاب في الأسواق، ولا يكافيء بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، أمته الحمّادون، يحمدون الله في كل سراء، ويكبرون الله على كل نجد، يوضئون أطرافهم، ويأتزرون في أوساطهم، يصفون في صلواتهم، كما يصفون في قتالهم، دويهم في مساجدهم كدوي النحل، يستمع مناديهم في جو السماء (¬3).
9/ 9 - (6) أخبرنا حيوة بن شريح، ثنا بقية بن الوليد الميتمي، ثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير الحضرمي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لقد جاءكم رسول إليكم، ليس بوهن ولا كسل، ليختن (¬4) قلوبا غلفا، ويفتح أعينا عميا،
¬_________
(¬1) مجمع الزبالة، والمراد الإشارة إلى شدة محافظتهم على أداء الصلاة، وأنه لو قدّر أنهم لم يجدوا مكانا لأدائها إلا رأس كناسة لأدوها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
(¬2) فيه زيد بن عوف البصري، قال أبو حاتم: متروك (الجرح والتعديل 3/ 570) وأخرجه الحاكم (المستدرك 2/ 433) وقد صح الحديث من طرق، انظر (رقم 4، 5) وما هو الحق من صفات النبي وأمته.
(¬3) سنده حسن، وانظر رقم (4، 5، 6).
(¬4) شبه القلب بأن عليه غُلفة: أي: غشاء، قال في (الصحاح 2/ 205): قلب أغلف: كأنما أغشي غلافا، فهو لا يعي، ومنه قوله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ} من الآية (88) من سورة البقرة، والآية (155) من سورة النساء، ورجل أغلف بيّن الغلف، أي: أقلف.

الصفحة 15