كتاب القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية

اقعين (¬1) وفود الذياب، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ترضخون (¬2) لهم شيئا من طعامكم، وتأمنون على ما سوى ذلك، فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحاجة، قال: فآذنوهن (¬3)، قال: فآذنوهن، فخرجن ولهن عواء (¬4).

5/ 6 - باب ما أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم - بحنين المنبر
16/ 38 - (1) أخبرنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الصّعِق قال: سمعت الحسن يقول: لما أن قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة جعل يسند ظهره إلى خشبة ويحدث الناس، فكثروا حوله، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسمعهم، فقال: ابنوا لي شيئا أرتفع عليه، قالوا: كيف يا نبي الله؟ ، قال: عريش كعريش موسى، فلما أن بنوا له، قال الحسن: حنّت - والله - الخشبة قال الحسن: سبحان الله هل تبتغى (¬5) قلوب قوم سمعوا (¬6). قال أبو محمد: يعني هذا.
¬_________
(¬1) الإقعاء: الجلوس على الرجلين، ناصبا اليدين (الصحاح 2/ 329).
(¬2) المراد إعطاءهم شيئا من الطعام، والرضخ: العطاء ليس بالكثير (الصحاح 1/ 487).
(¬3) أخبروهم بشكواكم.
(¬4) منقطع إذ أن شمّر من الطبقة السادسة، وهم الذين لم يدركوا أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 480، 11785) من وجه آخر عن الأعمش، وأخرجه ابن عساكر (تاريخ دمشق 4/ 376) وانظر (البداية والنهاية 6/ 146).
(¬5) تشقى: فالاستفهام إنكاري، أي لا يبتغي الشيطان قلوبهم، يئس لقوة إيمانهم.
(¬6) هذا مرسل، يعضده ما تقدم من أحاديث الباب، أنظر رقم (31) وما بعده، وأخرجه أبو يعلى (5/ 142، رقم 2756) وابن حبان (الإحسان 14/ 436، رقم 6507).

الصفحة 19