كتاب القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية

منهم (¬1).
33/ 80 - (3) أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} 1 دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فقال: قد نعيت إلي نفسي، فبكت، فقال: لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي، فضحكت فرآها بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقلن: يا فاطمة رأيناك بكيت ثم ضحكت، قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه فبكيت، فقال لي: لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي فضحكت (¬2).
34/ 84 - (4) أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة قال: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، فحبس بقية يومه وليلته والغد، حتى دفن ليلة الأربعاء وقالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح موسى، فقام عمر فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمت، ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى، والله لا يموت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم (¬3)، فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما يوعد ويقول، فقام العباس فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات وإنه لبشر، وإنه يأسن (¬4) كما يأسن البشر، أي قوم فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على الله من أن يميته إماتتين، أيميت أحدكم إماتة ويميته
¬_________
(¬1) فيه داود بن علي أبو سليمان، مقبول.
(¬2) فيه هلال بن خباب أبو العلاء البصري، صدوق تغير بآخره، والحديث صحيح أخرجه الطبراني (المعجم الكبير 11/ 330، 12/ 415، والأوسط 1/ 271) وأنظر: تفسير الطبري: سورة النصر، وجامع العلوم والحكم 1/ 95.
(¬3) يعني المنافقين.
(¬4) أي تتغير رائحته. انظر (الصحاح 1/ 29).

الصفحة 26