كتاب القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية
إماتتين، وهو أكرم على الله من ذاك، أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون: فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا، فأحل الحلال، وحرم الحرام، ونكح وطلق، وحارب وسالم، ما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها رؤوس الجبال، يخبط عليها العضاه (¬1) بمخبطه، ويمدر (¬2) حوضها بيده بأنصب (¬3) ولا أدأب (¬4)
من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فيكم، أي قوم فادفنوا صاحبكم، قال: وجعلأم أيمن تبكي، فقيل لها: يا أم أيمن تبكي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: إني والله ما أبكي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا، ولكني أبكي على خبر السماء انقطع، قال حماد: خنقت العبرة أيوب حين بلغ ههنا (¬5).
35/ 86 - (5) أخبرنا أبو نعيم فطر، عن عطاء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أصاب أحدكم مصيبة، فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب) (¬6).
36/ 87 - (6) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، ثنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر يذكر النبي
¬_________
(¬1) كل شجر يعظم وله شوك. واحدة (عضاة) فالجمع بالهاء، والمفرد بالتاء، وفي حاشية الأصل: شجر الشوك. انظر (الصحاح 2/ 127).
(¬2) يصلحه بالمدر: وهو التراب الجيد. انظر: (الصحاح 2/ 483).
(¬3) أي بأكثر تعبا، نصب الرجل: تعب. انظر: (الصحاح 2/ 571).
(¬4) أي أكثر جدا ومواصلة للعمل. انظر: (الصحاح 1/ 284) ..
(¬5) رجاله ثقات، وأخرجه ابن سعد (الطبقات الكبرى 2/ 266) وابن عساكر (مختصر تاريخ دمشق 1/ 197).
(¬6) سنده إلى عطاء حسن، وهو مرسل تقدم، وأخرجه مرسلا أيضا ابن عبد البر (التمهيد 19/ 325).