كتاب القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية

وروضة من رياض الجنة، تحشر موتاهم يوم القيامة مع الشهداء ... ) (¬1).

سعيه في طلب العلم:
لم أقف على ما يتعلق بالنشأة وبداية الطلب، ولكنه مستفاد مما أعتاده المسلمون في ذلك الزمان من الاعتناء بأبنائهم، وتعليمهم بادئ ذي بدء القراءة وحفظ القرآن، وهو أمر معلوم في المجتمع المسلم، حتى الأيتام يُعتنى بهم من قبل الأمهات، والأوصياء من الأقارب وغيرهم، ولا إخال الدارمي إلا سالكا ما سلك القوم، ويؤيد هذا ما ورد في أمر رحلته في طلب العلم.

رحلاته: كان أحد الرحالين في الحديث والموصوفين بجمعه وحفظه والإتقان له مع الثقة (¬2)، فرحل إلى العراق، والشام، ومصر، وأخذ عن أعلام علمائها، وبيان ذلك في ذكر بعض شيوخه، وسكن بغداد، وكان يقول: كان يقرع عليّ بابي ببغداد فأقول: من ذا؟ فيقول يحيى بن حسان، نعم الإدام الخل (¬3)، لتفرد الدارمي برواية هذا الحديث.
من أشهر شيوخه:
شيوخه كثيرون منهم كثيرون من الجيل الثالث أتباع التابعين، أئمة ثقات، من أمثال: يزيد بن هارون، وعبد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويعلى بن عبيد، وجعفر بن عون، ويحيى بن حسان التنيسي، وأبي المغيرة الحمصي الخولاني، والحكم بن نافع
¬_________
(¬1) معجم البلدان 1/ 354.
(¬2) تاريخ بغداد 10/ 29.
(¬3) تاريخ بغداد 10/ 31.

الصفحة 3