ثالثًا: الرسول يتحدث عن الفتن
1 - عن أسامة بن زيد -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. (اشرف على أطم (¬1) من آطام المدينة ثم قال: هل ترون ما أرى؟
إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) (¬2) قال النووي: (التشبيه بمواقع القطر: في الكثرة والعموم. أي أنها كثيرة وقع الناس لا تخص بها طائفة، وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم كموقعة الجمل وصفين) (¬3)
2 - سئل -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل للإسلام من منتهى؟
فقال: أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد اللَّه بهم خيرًا ادخل عليهم الإسلام
فقال: ثم ماذا؟
قال: ثم تقع الفتن كالظلل
فقال الرجل: كلا واللَّه إن شاء اللَّه.
قال: بلى والذي نفسي بيده، لتعودن فيها أساود صبًا (¬4)، يضرب بعضكم رقاب بعض) (¬5).
¬__________
(¬1) الأطم: المكان المرتفع.
(¬2) أخرجه البخاري ومسلم.
(¬3) انظر شرح صحيح مسلم للنووي باب الفتن.
(¬4) أساود صبًا: قال الزهري: (الحية السوداء إذا أراد أن ينهش ارتفع هكذا ثم انصب)، وقال القرطبي في (التذكرة):
الأساود: جمع أسود وهي الحية السوداء وصبًا: جمع صاب وهو الذي يميل ويلتوي وقت النهش ليكون انكى في اللدغ وأشد صبًا للسم. . .).
(¬5) رواه البيهقي.