كتاب كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن

الخلاص (¬1).
فقالت أم شريك بنت أبي العكر. يا رسول اللَّه: فأين العرب يومئذ؟
قال: العرب يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم. . .فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب (¬2) فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودى، كلهم ذو سيف محلى وساج (¬3)، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح بالماء (¬4)، وينطلق هاربًا، ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقنى بها فيدركه عند باب اللد الشرقى فيقتله، فيهزم اللَّه اليهود، فلا يبقى شئ مما خلق اللَّه يتوارى به (¬5) يهودى إلا انطق اللَّه ذلك الشئ لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقد (¬6) فأنها من شجرهم لا تنطق -إلا قال: يا عبد اللَّه المسلم هذا يهودى فتعال اقتله. (¬7)
¬__________
(¬1) يوم الخلاص: أي يوم الخلاص من المنافقين والفاسقين كما صرح بهذا فيه حديث محجن بن الادرع عند أحمد وصححه الحاكم في المستدرك وأقره الذهبي، وفيه قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فتخلص المدينة، فذلك يوم الخلاص) ذكره الحافظ بن حجر في فتح الباري.
(¬2) باب المسجد.
(¬3) الساج: هو الطيلسان الضخم الغليظ، وهو نوع من الثياب الفاخرة.
(¬4) أي اختفى وتوارى.
(¬5) أي يختفى به.
(¬6) الغرقدة: واحده، وهو شجر له أغصان ذات شوك معروف ببلاد بيت المقدس.
(¬7) قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: (وفى هذا الحديث ظهور الآيات قرب قيام الساعة، من كلام الجماد من شجرة وحجر وظاهره أن ذلك ينطق حقيقة، ويحتمل بأن يكون المراد أنهم لا يفيدهم الاختباء والأول: أولى).

الصفحة 197