قال: ثم يمشى الدجال بين القطعتين.
قال: ثم يقول له قم، فيستوى قائمًا،
قال: ثم يقول له، أتؤمن بي؟
فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة (¬1).
قال: ثم يقول: يا أيها الناس: أنه يفعل بعدى بأحد من الناس،
قال: فيأخذ الدجال ليذبحه، فيحمل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسًا، فلا يستطيع إليه سبيلًا.
قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار، وإنما ألقى في الجنة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين) (¬2).
15 - عن المغيرة بن شعبة -رضي اللَّه عنه- ما سأل أحد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الدجال أكثر مما سألته وإنه قال لي: ما يضرك منه؟
قلت: إنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء (¬3)؟
قال: هو أهون على اللَّه من ذلك) (¬4).
¬__________
(¬1) المعرفة واليقين، أي أعرف صفاتك ودجلك كما أخبر عنك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والآن أصبح هذا الإيمان عندى محققًا عين اليقين بل حق اليقين بأنك أنت الدجال الكذاب.
(¬2) رواه مسلم.
(¬3) هذه إشارة إلى أن الدجال يستعمل السلاح الاقتصادى إذ أن الحالة التي سيكون عليها الناس في أيامه حالة عسرة -لا سيما على مناوئيه- من الجدب والقحط والمُحْلِ، فيشهر هذا السلاح؛ سلاح الخبز والماء ليثني مناوئيه والكافرين به عن إيمانهم، ولكن آنى له ذلك، فهو أهون على اللَّه من أن يفتن المؤمنين الصادقين في إيمانهم.
(¬4) أخرجه البخاري ومسلم.