ينتعلون الشعر، ويتخذون الدرق (¬1)، يربطون خيلهم بالنخل) (¬2).
5 - روى أحمد وأبو داود عن أبي بكر -رضي اللَّه عنه- عن رسول اللَّه قال: (ينزل ناس من أمتي بغائط (¬3) يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دجلة، يكون عليه جر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان، جاء بنو قنطوراء (¬4) قوم عراض الوجوه صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيفترق أهلها ثلاث فرق، فرقة يأخذون أذناب البقر (¬5) والبرية وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم (¬6) وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلون وهم الشهداء) (¬7).
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: (قد وجد قتال هؤلاء بجميع صفاتهم التي ذكرها -صلى اللَّه عليه وسلم-: صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، عراض الوجوه، كأن وجههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، فوجدوا بهذه الصفات ككلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرات، وقتالهم الآن،. . . وصلى على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى) (¬8).
قال ابن كثير: (والمقصود أن الترك قاتلهم الصحابة فهزموهم وغنموهم وسبوا نسائهم وأبنائهم، وظاهر هذا الحديث يقتضى أنه يكون هذا من
¬__________
(¬1) الدرق: الترس.
(¬2) فتح الباري: 6/ رقم 3592.
(¬3) الغائط: المكان المنخفض.
(¬4) بنو قنطوراء: الترك.
(¬5) يأخذون أذناب البقر: يتركون الجهاد ويشتغلون بالحدث.
(¬6) فرقة يأخذون لأنفسهم: يطلبون الأمان من الترك.
(¬7) صحيح الجامع.
(¬8) صحيح مسلم بشرح النووي: 18/ 37، 38.