كتاب كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن

ومثله معى، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلى، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة (¬1) معاهد (¬2)، إلا أن يستغنى عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقرؤه (¬3)، فإن لم يقرؤه، فله أن يعقبهم (¬4) بمثل قراه) (¬5).
3 - عن أبي رافع -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا ألفين (¬6) أحدكم متكئًا على أريكته، يأتيه أمرى مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: (لا أدرى، ما وجدنا في كتاب اللَّه اتبعناه) (¬7).
من علامات الساعة التي أخبر عنها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ظهور أناس يرفضون اتباع السنة النبوية والعمل بها زاعمين أن السنة النبوية قد وصلت إليهم عن طريق خبر الآحاد، وخبر الآحاد لا يفيد إلا الظن في الحكم أو أنها -السنة- تخالف العقل والمنطق والعلم في بعض جوانبها!!
فأطلقوا على أنفسهم زورًا وبهتانًا (القرآنيون) وهي كلمة حق أريد بها باطل، زاعمين أن القرآن قد وصل إليهم عن طريق التواتر القطعى الدلالة،
¬__________
(¬1) للقطة: هو ما يوجد في الأرض مرميًا لا يعرف صاحبه.
(¬2) المعاهد: هو الذي بينه وبين المسلمين معاهدة واتفاق ويجرى حكمه حكم الذمى المستأمن, فيكون معصوم الدم والمال فلا يجوز أخذ لقطته في ديار المسلمين.
(¬3) يقرؤه: القرى: الضيافة للغريب المسافر إكرامًا له.
(¬4) يعقبهم: أن يأخذ منهم إن لم يضيفوه بقدر حق ضيافته وذلك من أموالهم.
(¬5) رواه الإمام أحمد في المسند: 4/ 130 وأبو داود برقم: 4604 والترمذي برقم: 2666 وابن ماجه برقم: 12 والحاكم برقم: 1/ 109 وابن حبان برقم: 11.
(¬6) لا ألفين: الفيت الشئ: إذ وجدته.
(¬7) نفس مصادر الحديث الذي قبله في هذا الموضوع.

الصفحة 94