كتاب شرح الفصيح لابن هشام اللخمي
يعني: أيام الدهر, وبعد هذا البيت:
(أني اهتديت لتسليم على دمن ... بالغمر غيرهن الأعصر الأول)
قوله: (والطول الحبل) ووقع في بعض النسخ بيت شاهد عليه, وهو:
(لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكا لطول المرخى وثنياه باليد)
وهو لطرفة, يقول: [لعمرك] إن الموت في إخطائه الفتى, وتركه مدة كالفرس الذي ترك يرعى, وقد شد صاحبه في رسفه حيلاً, فإذا أراده جذبه إليه, يقول: فالإنسان, وإن طالت مدته, أسباب المنية متعلقة, فإذا جاء الموت جذبه إليه, كما يفعل صاحب الفرس, والمرخي: المطول, وثنيا الحبل: طرفاه, وقد أجاز بعضهم طوالاً, كما تنطق العامة. وقوله: (قوم طوال لا غير) وهم, بل يقال: طوال وطيال على إبدال الواو ياء, لأجل كسرة الطاء, وأكثر ما يستعمل ذلك في حياض وسياط وثياب, لسكون الواو في الواحد في حوض وسوط وثوب, فأما في مثل طيال فإنما يجوز على التشبيه بهذا, وليس بجيد, لتحرك الواو في الواحد, هو طويل: قال الشاعر:
(تبين لي أن القماءة ذلة ... وأن أعزاء الرجال طيالها)
روي بالوجهين: طوالها وطيالها.
الصفحة 113
416