كتاب شرح الفصيح لابن هشام اللخمي

ومثله: غاض الماء وغضته, ونقص الشيء ونقصته, وزادته, وهدر دم الرجل وهدرته, ورجع الشيء ورجعته, صد وصددته, وعفا الشيء وعفوته, ومد النهر ومده نهر آخر, وهي كثيرة, وإنما ذكرنا منها ما تيسر لئلا يطول الكتاب إن تقصيناها. (وتقول: ذرذا ودعه) , ولا تقول: وذرته ولا ودعته ولكن تركته ولا واذر ولا وادع, ولكن تارك وهو يذر ويدع). قال الشارح: يذر ويدع بمعنى يترك, أنهما لم يأت لهما ماض ولا اسم فاعل, استغنى عن الماضي منهما بترك وعن اسم الفاعل بتارك. وحكي سيبويه: أنه لم يأت لهما مصدر, وكل قال: [بحسب ما بلغه] وقد سمع الماضي لهما قال الله تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى} على قراءة من قرأ ودعك بالتخفيف, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة إن شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه اتقاء فحشه). قال الشاعر:
(ليت شعري عن خليلي ما الذي ... غاله في الحب حتى ودعه)
وقال آخر:
(وكان من قدموا لأنفسهم ... أكثر نفعاً من الذي ودعوا)

الصفحة 118