كتاب شرح الفصيح لابن هشام اللخمي

والناب كالعجوز، وقوله: ستبرد أكباداً، يعني: أكباد الشامتين، وقوله: وتبكي بواكيا، يعني: الأقارب، ويروى أنه لما بلغت هذه الأبيات نساء بني الحارث فمن يبكين عليهه، وقام أبوه إلى كل ناقة وشاة، فنحر أولادها، وألقاها بين أيديها، وقال: ابكين معنا على جعفر، فما زالت النوق ترغو، والشاة تثغو، والنساء ينحن ويبكين، وهو يبكي معهن فما رئي في العرب يوم كان أوجع وأحزن منه.
(هلت عليه التراب)، أي: ألقيته عليه وواريته به، وأهلته لغة.
(فض الله فاه) كسر أسنانه التي في فيه، ولا يفضض الله فاك، أي: لا يكسر الله أسنانك، ومن قال: لا يفض الله فاك، أي: لا يجعله كالفض بلا أسنانٍ.
(ودج دابته) فصدها، والودج للدابة كالفصد في الإنسان.
(وتد وتده) إذا ضربه في الأرض والحائط، وقالوا: أوتده، ويقال له: وتد ووتد وود.
(فرضت له) قطعت له رزقاً ورسمته له في الديوان، وأصل الفرض: القطع والشق.
(صدت الصيد أصيده) الصيد: كل ما كان من الحيوان ممتنعاً، وكان أكله حلالاً، ولا مالك له.

الصفحة 69