كتاب منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة

المبحث الثاني: موقف جمال الدين السرمري من أهل البدع
تمهيد
أهل البدع نسبة إلى البدعة:
والبدعة في اللغة:
مصدر (بَدَعَ)، قال ابن فارس: " الباء والدال والعين أصلان: أحدهما ابتداء الشيء وصنعُه لا عن مثال، والآخر الانقطاع والكلال" (¬1).
والمعنى الثاني داخل في المعنى الأول، كما أشار إلى ذلك ابن الأثير حيث قال: "أبدعت الناقة إذا انقطعت عن السير بكلال أو ظلع كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعاً أي إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها" (¬2).
وقال ابن منظور: "البدعة: الحَدَث، وما ابتُدع من الدين بعد الإكمال، -وقال- ابن السكيت: البدعة كل مُحدثة -إلى أن قال: - وفلان بِدْع في هذا الأمر: أي أول لم يسبقه أحد" (¬3).
وعليه فإن البدعة بالمفهوم اللغوي العام: ابتداء الشيء وإنشاؤه لأول مرة على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: من الآية 9]، وقوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: من الآية 117]، وقوله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} [الحديد: من الآية 27].

أما البدعة في الاصطلاح:
فقد اختلفت عبارات العلماء في ذلك، علماً بأنها تلتقي في معنى عام كلي في الجملة.
¬_________
(¬1) معجم مقاييس اللغة (1/ 210).
(¬2) النهاية في غريب الأثر (1/ 267).
(¬3) لسان العرب (8/ 6).

الصفحة 275