كتاب منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة

فقد عرفها الإمام الشاطبي بأنها: "طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" (¬1).
ويعرفها شيخ الإسلام بأنها: "ما لم يشرعه الله ورسوله وهو مالم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب" (¬2).
وقال في موضع آخر: "والبدعة: ما خالفت الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات، كأقوال الخوارج والروافض والقدرية والجهمية وكالذين يتعبدون بالرقص والغناء في المساجد والذين يتعبدون بحلق اللحى وأكل الحشيشة وأنواع ذلك من البدع التي يتعبد بها طوائف من المخالفين للكتاب والسنة" (¬3).
ويعرفها ابن رجب بأنها: "ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعاً وإن كان بدعة لغة" (¬4).
ويعرفها السيوطي بأنها: "عبارة عن فعلة تصادم الشريعة بالمخالفة، أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان" (¬5).
وكما سبق فإن هذه الضوابط والحدود التي ذكرها العلماء للبدعة لا تخرج في مفهومها العام من كون البدعة إحداث في الدين ماليس له أصل في الشرع، سواء كان ذلك في العمل أو القول أو في الاعتقاد.
ومفهوم مسمى (أهل البدع) يطلق غالباً على كل من اشتهر ببدعة وخاصة منها الاعتقادية.
قال الإمام الشاطبي: "إن لفظ أهل الأهواء وعبارة أهل البدع إنما تطلق حقيقة على الذين
¬_________
(¬1) الاعتصام (1/ 47).
(¬2) مجموع الفتاوى (4/ 108).
(¬3) مجموع الفتاوى (18/ 346).
(¬4) جامع العلوم والحكم، ص 266.
(¬5) الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ص 88، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: ذيب القحطاني، 1409، مطابع الرشيد.

الصفحة 276