كتاب منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة

ونظم التقريب في علوم الحديث لامية نحو ألف بيت" (¬1) وسمع بها من جماعة من أصحاب الفخر ابن البخاري، وأصحاب ابن عبدالدائم المقدسي الصالحي وغيرهم (¬2)، وقد كان من شيوخه ابن تيمية (¬3) وابن القيم (¬4)، وكانت بينه وبين الحافظ المزي مراسلات قال السرمري في شرح اللؤلؤة: " ... حكاية طريفة في المعنى أخبرنا بها الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن المزي في كتابه لي بخطه مراراً" (¬5)، فأكثر وبرع في علوم كثيرة منها الحديث والفقه والعربية والفرائض والطب، ونظم عدة أراجيز في عدة فنون، وخرج لغير واحد، وكتب بخطه
الجميل (¬6) كثيراً، حتى بلغت مصنفاته المائة وزادت، في بضعة وعشرين علماً (¬7)، وقد تصدى جمال الدين السرمري للتدريس والدعوة فتتلمذ عليه نخبة من النابهين في سائر الفنون، منهم: الإمام المقرئ ابن الجزري (¬8)، والإمام اللغوي الفيروزآبادي (¬9)، وأخذ عنه ابن رافع مع تقدمه
¬_________
(¬1) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة ص 65 نقلاً عن ترجمة كُتبت على طرة النسخة الخطية، تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 476) وفيهما: "الغريب" بدل (التقريب)، وجاء في إنباء الغمر (1/ 150 - 151): "قدم علينا سنة ست وأربعين وقرأ عليّ، وله معرفة بالمذهب، ونظم جيد في علوم الحديث وغيرها".
(¬2) انظر: تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 476)، إنباء الغمر (1/ 150)، الدرر الكامنة (6/ 247).
(¬3) وصفه في الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية بـ: "شيخنا"، في البيت رقم (102) و (147).
(¬4) شفاء الآلام في طب أهل الإسلام (مخطوط) ورقة: 3 ب قال: "قال شيخنا شمس الدين ابن القيم رحمه الله" وقد وصفه بـ"شيخنا" في أكثر من موضع في كتابه هذا.
(¬5) انظر: حاشية المقدمة اللؤلؤة في النحو للسرمري ص 169، تحقيق: عبدالرحمن العثيمين.
(¬6) قال الدكتور: عبدالرحمن العثيمين في حاشية السحب الوابلة (3/ 1182) في ترجمة السرمري "ورأيت نماذج من خط السرمري وهو في غاية الإتقان والضبط"، وقال في حاشية المقدمة اللؤلؤة في النحو ص 167: "ويوجد نسخة من (القلادة السمطية في توشيح الدريدية) للحسن بن محمد الصغاني ... كلها بخط السرمري هذا، منسوخة سنة 729 بخط جميل".
(¬7) انظر: تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 476)، الدرر الكامنة (6/ 247)، إنباء الغمر (1/ 151)، وجيز الكلام (1/ 210)، المنهج الأحمد (5/ 144)، شذرات الذهب (8/ 430)، معجم مصنفات الحنابلة (4/ 175 - 176).
(¬8) قال ابن الجزري في كتابه (أسنى المطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب): "أخبرنا الإمام العالم المحدث الكبير أبو المظفر يوسف بن محمد السرمري الحنبلي رحمه الله مشافهة منه لي بمنزله من المدرسة الحنبلية داخل دمشق المحروسة في الثالثة عشرة من ذي الحجة سنة ست وستين وسبعمائة". انظر: أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب ص 117، تهذيب وتحقيق الرافضي: محمد باقر المحمودي، 1403، بيروت؛ وجاء في طبعة أخرى للكتاب باسم (مناقب الأسد الغالب) ص 45، تحقيق: طارق الطنطاوي، مكتبة القرآن، مصر: "سنة ست وسبعين وسبعمائة" وهو خطأ.
؛ وروى الأيوبي في المناهل المسلسلة ص 24 الحديث المسلسل بالمصافحة من طريق ابن الجزري عن السرمري.
(¬9) روى الأيوبي في المناهل المسلسلة الحديثَ المسلسل بمناولة السبحة من طريق الفيروز آبادي عن السرمري. انظر: المناهل المسلسلة في الأحاديث المسلسلة ص 33 - 34، لمحمد الأيوبي، الطبعة الأولى 1403، دار الكتب العلمية، بيروت.

الصفحة 38