كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 1)

بمفرداته (أي كلماته كلها قياسيةً وغيرَ قياسية) له معنى محوري جامع. وقد ثبت لمؤلف هذا المعجم ثبوتًا علميًّا صحة هذا الذي تبينه عدد من أئمتنا، كما ثبت له أن هذا المعنى المحوري الجامع يكون معنى واحدًا لا يتعدى (¬1). وكان ذلك من خلال معالجةٍ تطبيقية لما يقرب من (2300) ألفين وثلاث مئة تركيب شملت جميع كلمات كل تركيب. فهذا المعنى المحوري الجامع هو الضابط وهو المعيار الذي نحتكم إليه في تقرير ما هو الدقيق من تفسيرات الأئمة للمفردة والعبارة القرآنية، أو قولهم إنه المراد بها (¬2)، وفي تقرير ما اخترناه أو عدّلناه من الأمرين (: التفسير والمراد) وإنما كان هو الضابط؛ لأنه مُستخلَص من كل الكلمات والعبارات التي وردت عن العرب في هذا التركيب، فالمفروض أنه يحمل معنى جامعًا لمعاني كل مفردات التركيب، ذا مذاق خاص به -بحيث يصلح أن تُفسر به كل كلمات التركيب وعباراته. ومن هنا كان لزامًا أن أبيِّن في هذا العمل وجهَ تحقق هذا المعنى المحوري في كل استعمالٍ لهذا التركيب أوردتْه المعاجم.
- وتوضيحًا لمعنى "أسرة كلمات "نقول: إن كلمات اللغة العربية جِدُّ كثيرة، لكنها تتجمع في مجموعات هي التي سمياها أُسَرًا. والأسرة الكلمية تشميتها المشهورة هي (مادة)، وتسميتها المستعملة في هذا المعجم هي (تركيب).
- والذي يقضي بأن آية مجموعة من الكلمات تُعَدُّ من أسرةٍ كلمية واحدة، أي
¬__________
(¬1) الإمام ابن فارس كان كثيرًا ما يردُّ استعمالات التركيب الواحد إلى معانٍ متعددة، والإمام الراغب الأصفهاني كان عملُه يتيح ذلك التعدد. وفي هذا المعجم الذي بين يديك التزمت بوحدة المعنى المحوري.
(¬2) لكن في حالة (المراد) فإن جانبًا من الدقة يتمثل في كون ذلك المراد غير خارج عن دائرة المعنى اللغوي للتركيب.

الصفحة 12