كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 1)

من تركيب واحد، هو أن تكون كلٌّ من تلك الكلمات مكونة من أحرف أصلية بعينها، مرتبةً ترتيبًا معينًا. فمثلًا تركيب (كتب) مكون من (ك+ ت+ ب) بهذا الترتيب -بصرف النظر عن الأحرف الزائدة التي قد تتخلل أو تنضم إلى هذه الأحرف الثلاثة. فتركيب (كتب) هذا يضم الأفعال: كتب، كتَّب، أكتبَ، كاتبَ، تكاتبَ، تكتَّبَ، انكتبَ، استكتبَ ... ، وكلٌّ من هذه الأفعال له مصدر أو مصادر، واسما مرةٍ وهيأةٍ (¬1)، وأسماء فاعل، ومفعول، وتفضيل، ومكانٍ وزمان، وآلة، وصفةٌ مشبهة، وصفاتُ مبالغة، وأفعالُ تعجُّب. وكل هذه الكلمات هي من مفردات تركيب (كتب)، وهي قياسية أو كالقياسية، وهناك من كلمات هذا التركيب أيضًا ما هو غير قياسي، وهو كثير كذلك.
إن المعنى المحوري للتركيب إذا أُحكم استخلاصه، فإنه يمكننا من إحكام تفسيرنا لمفردات التركيب في سياقاتها القرآنية، ويمكننا كذلك من تقويم التفسيرات المَرْويّة للفظ؛ لنختار منها ما نطمئن إلى صحته، ونستبعد ما يتجافى مع المعنى المحوري. وهذه جدوى بالغة القيمة؛ لأن كثيرًا من الألفاظ رُويت لها تفسيرات مختلفة، ولا يسعنا الاختيار العشوائي، وبخاصة إذا كان السياق يسمح بأكثر من تفسير. وهذا المعنى المحوري هو أهم مستويات التأصيل هنا.
وبهذا الاستشعار لقيمة المعنى المحوري، ولأن مجال تطبيقه هنا هو مفردات القرآن الكريم، فقد حشدتُ لصياغته كلَّ الخبرة والصبر، وراجعتُ -عند التطبيق على المفردات القرآنية- أقوال المفسرين؛ لأميز ما ينبغي الأخذ به في تفسير المفردات القرآنية في سياقها؛ فآخذ به، أما ما ينبغي أن يُستبعد؛ فلا أشغل القارئ
¬__________
(¬1) أخذت بهذا الرسم للهمزة تقليلًا للمستثنيات من القواعد. وهذا هو أساس كل مخالفة لقواعد الرسم الإملائي في هذا المعجم.

الصفحة 13