كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 1)

رَشَد: {وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [ق: 27]، {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [الحج: 53].

• ومن المفارقة بمسافة ممتدة تحجز عن اللقاء استعملت في الهلاك بلفظ (بَعِدَ) في [هود 95] وبلفظ (بُعْد) في كل ما وردت فيه عدا [الزخرف: 38].
ومن بعد المكان عبَّرت عن بعد العلاقة والصلة في القرابة بين الناس.
ومن الترتيب الطبيعي بين الأشياء المتباعدة، بأن يُدرَك أو يُرَى أحدها متأخرًا عن الآخر، في المرور بهما سيرًا، أو نحوه، عبّرت (بَعْدَ) عن الظرفية المكانية، ثم الزمانية. [مكان أو توقيت قال بينهما مسافة] وبهذا جاءت كل (بَعْدَ) {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 41] يتأولونه على غير تأويله بعد أن فهموه على وعرفوا مواضعه [التي أرادها الله عز وجل، وبين أحكامه]. {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية: 6] أي بعد حديث الله، وقيل بعد قرآنه. {فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية: 23] أي من بعد أن أضله الله [قر 6/ 81، 16/ 158، 169] {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] أي بعد نُصرة الله وناموسه وصالحي المؤمنين [كشاف 4/ 554]. {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 13] أي بعد ما عُدّ له من المثالب والنقائص [كشاف 4/ 575]. {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] ذكر بعض أهل العلم أن (بعد) في موضع (مع) كأنه قال: والأرض مع ذلك دحاها كما قال تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [قر 19/ 205]. والأَوْلى تفسير (بعد ذلك) أي بعد خلق السماء وما فعل فيها {دَحَاهَا} أي بسطها يعني الأرض. أي أنه تعالى خلق الأرض، ثم السماء، ثم

الصفحة 145