كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 1)

معانيها وأبعد عن الهلامية، كما أنها أثبتُ وأوضحُ في استخلاص المعاني المحورية منها. والعلماء الذين فسَّروا تلك الاستعمالات هم من الذين عاصروا عربَ عصر الاحتجاج في البادية، أو كانوا أقرب ما يكون إلى معاصرتهم وفهمِ معاني كلامهم وما يقصدون منه.
والقصدُ من تقديم ذكر المفردات والعبارات العربية التي حددنا نوعها أن تكون تلك الاستعمالات أمام الدارس مباشرةً؛ ليرجع إليها ويتوثَّق بنفسه من صحة ما استخلصناه منها في المعنى المحوري، وليتيسر له نقد استخلاصنا، أو نقد التعبير عنه، إذا شاء. وهذا تأصل لأساس استنباط المعنى المحوري.
إن مسئوليتي في فقرة الاستعمالات العربية هذه تنحصر في اختيارها، وقد اخترتها على أساس أنها حسية -كما قلت، وحَرَصتُ على أن تكون مغنيةً عن غيرها، فإذا تعدد التعبير عن المعنى نفسِه اخترت من كل تعبير ما يكون جامعًا، وأفصِل بين التعبيرات المختارة عن المعنى الواحد بشرطة مائلة هكذا /، مستمِدًّا من لسان العرب أساسًا، وأحيانًا من تاج العروس. والتزمتُ بنص ما أخذته، وعزوتُه. وإنما التزمتُ بنص ما أخذته من المعاجم في نطاق الاستعمالات الحسية دون أي تغيير؛ لتظل لما نقلتُه حُجِّيتُه؛ لأن المعاني المحورية تُستنبط منه. فإنه إذا غُيِّر عما هو به في للعاجم سقطت حُجيته، وصرنا إلى وضع مزيف: نختلق كلاما نعزوه إلى العرب، ثم نستنبط منه معنى محوريًّا ندّعي أنه مستنبَط من كلام العرب -نعوذ بالله من كل زيف. لقد عدَدتُ كلامَ العرب الوارد في المعاجم القديمة نصوصًا كالمقدسة، وتفسيرَ علماء اللغة له يليه في القداسة.
ثانيًا: المعنى المحوري الجامع لمعاني الكلمات والعبارات التي استعملها عرب عصر الاحتجاج من هذا التركيب. وهو كما قلت مستخلص من الاستعمالات التي أوردتها في الفقرة (أولًا) المذكورة قبل هذا. وهذا الاستخلاص جهدي أنا بناءً على

الصفحة 15