كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 4)

وشبهه ودرع. والذى يقي الحرّ كل ما يُظِلّ، والذي يقي البأس الدروع الحديدية ونحوها [ينظر بحر 5/ 507 - 508] ومنه "وَقَاه الله: صانه وحفظه " (كأنما أحاطه بشيء يحفظه). {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} [غافر: 9] امنعهم من الوقوع فيها أو قهم جزاء السيئات التي اجترحوها [نفسه 7/ 434]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، (يقون أنفسهم النار أي يجعلون لأنفسهم وقاية تقيهم منها بأن يجتنبوا ما نهى الله عنه ويفعلوا ما أمر به، ويقون أهليهم بأن يجملوهم على ذلك [نفسه 8/ 1287])، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ .....} [الحشر: 9]، لأن الشحّ من المهلكات {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] المتقي اسم فاعل من اتّقَى وهو (على صيغة) افتعل من (وقى) بمعنى حَفِظَ وحَرَس، وافتعل ها للاتخاذ أي اتخذ وقاية. [نفسه 1/ 156] والتقوى الاسم من ذلك)، {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} [البقرة: 282] أي ليتق عقابه إذا انحرف. {أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28] قال ابن الأعرابي التُّقَاة وكهَدِيّة والتقوى والاتقاء كله واحد "معنى الآية "لا تتخذوا كافرًا وليًّا لشيء من الأشياء إلا لسبب التقية، فيجوز إظهار الموالاة باللفظ والفعل دون ما ينعقد عليه الضمير ". "خالص المؤمن وخالق الكافر " [ينظر بحر 2/ 441 - 442]. وقد قالوا: "وَقَى الفرسُ من الحَفَى: هابَ المشي من وجع يجده "وهذا من تجنبه المَشيْ واتقائه إياه بالتوقف، أو بعدم تمكين حافره، فيَغمِز (يعرَج). وقول ابن أحمر: (صُمُّ السنابك لاتَقِى بالجَدْحَد) أي لا تشتكي حُزونة الأرض. وتأويله أنها صُلْبة الحوافر لا تحتاج أن تغمز وكقول امرئ القيس: (وصمّ صِلَاب لا يَقِينَ من الوَجَي). وليس في سائر ما جاء في القرآن من تركيب (وقىَ) ما يخرج عن المعنى الذى ذكرناه.

الصفحة 1723