كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 1)

جناحه) ويخف للطيران. والغاغ: الحَبَق (وهو نبتٌ طيب الرائحة حديد الطعم، ورقه عريض منه سُهْلي ومنه جبلي، وليس بمَرعى) ويكثر نباته على الماء " (¬1). فالجراد يبلغ ذلك الطور في الموضع الذي بِيضَ فيه، وهو يكون كثيرًا جدا، يغطي مساحة عريضة من الأرض، ويطير معًا كأنه سحابة صغيرة مخفضة، فهو كالغشاء، والحَبَق بوصفه هذا يشبه ما يسمّى ورد النيل، وهو يغطي الماء كالغشاء -والجلبة تحس كذلك بالنسبة للأذن، وفي كل من تلك الطبقات تخلخل ما. وهذا كله يلتقي مع الشعور بتكون الغين بوصول الهواء زامرًا إلى المضيق بين أقصى اللسان بما عليه من أغشية رقيقة وبين الحنك الرخو، وهما ملتقيان أو كالملتقيين، ويمر الهواء الزامر من بينهما بتموج محدثًا ما يشبه الغرغرة حسًّا وصوتا، كأنه ينفذ من غشاء له شيء من الكثافة والقوة مع تخلخل ما.
والفاء: تعبّر عن النفاذ بقوة (كالطرد والإبعاد) إلى ظاهر الشيء مع اتساع النافذ أو انتشاره. وذلك أخذًا من "الفُوفة -بالضم: القشرة الرقيقة تكون على النواة / (على) النواة دون لحمة الثمرة، والقشرة التي على حبة القلب (قشرة الشيء مُفرَزةٌ منه إلى ظاهر). والفُوف أيضًا: البياض الذي يكون في أظفار الأحداث (كأنه ذاك). ومن "الفَيف والفَيفاء- بالفتح فيهما: المفازة التي لا ماء فيها مع الاستواء والسعة " (تبخر الماء الذي يتوقع أن يكون في جوفها)، ومنه "الأُف: وسخ الأذن، والوسخ الذي حول الظفر " (وسخ الأذن إفراز منها، والآخر شبيه به). و "اليأفوف: الأحمق الخفيف الرأي (فارغ العقل). واليأفوفة: الفراشة " (جسمها دقيق هي كأنه دقيق، وأبرز ما فيها أجنحتها المنتشرة وطيرانها). وهذا المعنى
¬__________
(¬1) هذا النوع من الحبق هو المراد هنا [ينظر غوغ وحبق في تاج العروس، وذُكر في تاج العروس (حبق) أنواع أخرى].

الصفحة 34