كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 2)

تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} قال أهل التفسير واللغة معًا: ولا يَكرُثُه ولا يُثْقِله ولا يَشُقّ عليه. ومنه المآوِدُ: الدواهي (تُثْقِل وتبْهظ).
ومن الثَنْى وحده -دون قيد ضغط الثقل- "آدَ النهارُ: رَجَع في العَشِىّ. وآدَ عليه: عَطَف (كما قالوا: حنا، حَدِب، جنأ عليه).

• (أيد):
{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62]
"الإِياد -ككتاب: الترابُ يُجْعَل حولَ الحَوْض أو الخباءِ يقوَّى به أو يَمْنع الماء. والإياد كُلُّ مَعْقِل أو جَبَل حَصينٍ أو كَنَفٍ وسِترٍ ولجَأٍ، وكل ما يُحْرَزُ به فهو إياد. وإياد العسكر: الميمنة والميسرة ".
Qتحصين الشيء وتقويته من حوله (أي من جانب أو جانبين): كالتُرابِ حَوْلَ الحَوْض والخِبَاءِ والمَعْقِل وتلك الأشياء التي تَحْمِي وتَحْفَظ الشيء. ومن ذلك قيل لميمنة المعسكر وميسرته إياد (لأنها تحفظ قلب الجيش من الجانبين). ومنه "الآدُ: الصُلْب " (قُوَّةٌ من جانب الظَّهْر).
ثم قالوا: "الأيْد والآد: القُوّة - (أي مطلقًا) {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ} [ص 17]: "ذا القوة في الدين والشرع، والصدْع بأمر الله، والطاعة لله، وكان مع ذلك قويًا في بدنه " [بحر 7/ 378]. وآدَ يَئِيدُ: اشتدّ وقَوِىَ. {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47]: بقوة [أبو عبيدة 2/ 179، 255]. وأيّدته -ض: قَوَّيْته: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}. {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة 87]: قويناه [بحر 1/ 467]. وقد ورد التأييد تسع مرات، وُصِل ثلاث مرات بروح القدس، وكانت بشأن سيدنا عيسى، وثلاثا بنصر الله بشأن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى جميع

الصفحة 623