كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 2)

شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [البقرة: 23]، أي ادعوا ناسًا يشهدون لكم أي يشهدون أنكلم عارضتموه (أي القرآن) [قر 1/ 232 - 233]، والدعوة إلى الله عز رجل أي طلب اتخاذ عبادته دينًا {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} [الأحزاب: 46]. وكل ما عُدّى بـ (إلى) أو باللام فهو من الدعوة إلى دين أو عمل وبعض ما هو بهذا المعنى مُعَدًّى بنفسه.
والوسيلة المادية المألوفة لدعاء شخص ليحضر أو ليعمل شيئًا هي الصياح به "دعوتُ فلانًا: صحت به واستدعيته "، وبمعنى الصياح ما في [البقرة 171، الأعراف 5، يونس 10، الأنبياء 15، 45، الشعراء 72، النمل 80، فاطر 14]. ومنه بمعنى النداء استلفاتا أو استحضارا، أو استنهاضا ما في [البقرة 221، 260، 282، آل عمران 61، 153، الأنفال 24، إبراهيم 10، الإسراء 71، 152، النور 48، 63، القصص 25، 41، الروم 25، الأحزاب 53، فاطر 6، 18، ص 51، فصلت 31، 49، الجاثية 28، القمر 6، الملك 17]. ومن صور هذا: الاستغاثة كما في [الأعراف 193، 195، هود 13، القصص 64، سبأ 22، الأحقاف 5، العلق 18]. وفى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: 171]، ذكر في [قر 2/ 214 - 215] أن المراد: أ) إما تشبيهه - صلى الله عليه وسلم -في دعوته الكفار الذين لا يستجيبون بالراعي الذي ينعق بالغنم والإبل فلا تسمع إلا دعاءه (أي صياحه) ونداءه ولا تفهم ما يقول، ونسب قر هذا التفسير إلى ابن عباس ومجاهد وغيرهما ونقل عن سيبويه قوله "لم يشبّهوا بالناعق وإنما شُبِّهوا بالمنعوق به "اه.

الصفحة 656