Qحقٌّ للغير يلزم ذِمَّةً (أو حوزةً) بقوة أو تمكن شديد: كالدَيْن في ذمة المدين، وكالمملوك في حوزة المالك {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} [البقرة: 282]. ومنه كل دَين -بالفتح.
ومن حق الغير وقوع صاحب الذمة ضمن سلطة حاكم ما: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [يوسف: 76]: أي في سلطانه (حَوْزَةِ طاعته)، أو في حُكمه وهو استرقاق السُرَّاق [قر 9/ 228]. وفُسّر قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الواقعة: 86 - 87] في [قر 17/ 231] بالمَمْلُوكن المَقْهُورين (لأن إنكارهم للبعث وللإله يعني أنهم يَعْتقدون أنه لا سلطان عليهم فهم غير مقهورين) وقد فُسِّر بمحاسَبين [طب 1/ 155] = لكن التحدي هنا بإرجاع الروح أي إمساكها عن الخروج يرجح أن كَوْنَهم مَدِينين يعني مَقْهُورين في أمر الروح. لكن في قوله تعالى {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات: 53] يرجَّح أن تكون بمعنى: محاسبين، ويلزم للحساب البعث.
ومن الأصل: "الدِين -بالكسر: المِلّة (عقيدة لازمة في القلب) {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6]، {وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ} [التوبة: 29] وكل دين -بالكسر فهو بمعنى الملة والعقدة إلا ما نذكره بعد بمعنى الحساب. ومنه: "ديّنت الرجل في القضاء وفيما بينه وبين الله -ض: صَدَّقته (اعتقدت فيه)، وديّنت الحالف -ض: نوّيته فيما حلف " (والنية محلها القلب). ومن الأصل: "الدين -بالكسر كذلك: الحساب " (الأعمال معلقة بأصحابها في ذمهم كالدَيْن يُسألون عنها، وفيها أيضًا قَهْر الخضوع للمحاسبة): {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}