كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل (اسم الجزء: 1)

• (برأ):
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الحشر: 24]
"البُرْأة - بالضم: قُتْرة الصائد التي يكمن فيها (¬1). والبريء: الصحيح الجسم والعقل المُتَفَصِّى من القبائح المتنحى عن الباطل. بَرِئ المريض من المرض: شُفِىَ وتخلص مما به ".
Qهو: سلامة الحي وخلوصه مما يكتنفه أو ينقصه: كما تغطي البُرأةُ الصائدَ فيَسْلَم مما حوله. وكما يَبْرأ المريض من علته {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ} [آل عمران: 49] ومنه التَفَصِّى والخلوص أو التخليص من الدَّيْن والعَيْب، والتهمة، وكل ما يظنُّ أنه شرّ: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} [الأحزاب: 69]، {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} [القصص: 63] {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف: 26]، {بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 19].
ومن خلوص الشيء سالمًا من بين ما يكتنفه يأتي معنى الخَلْق؛ لأنه استخلاصٌ أيًّا كان المستخلَص. ومنه {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22] نخلقها. والظاهر أن الضمير يعود على المصيبة [بحر 8/ 224] ومنه: "برأ الله الخلق: خلقهم " (متميزًا بعضهم من بعض أنواعًا بل وأفرادًا. والتميز خلوص وعدم التباس)، "والله سبحانه البارئ " {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54]، {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: 24]، {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}،
¬__________
(¬1) انظر: كتاب الأمثال لمؤرج السدوسي 41.

الصفحة 98