كتاب شرح كتاب الصوم من صحيح البخاري

الحديث الثاني: اختصره المؤلف وله ألفاظ أخرى عند مسلم وطرق أخرى.
فنقول في هذا الحديث: صوم شهر رمضان في السفر، وينبني على هذا مسألة هل الأفضل الصوم أو الفطر للمسافر في رمضان؟
الجواب: الصحيح أن الصوم أفضل إذا لم يجد مشقة فإن وجد مشقة فالفطر أفضل ولو كانت المشقة يسيرة.
فإن قال قائل: ما وجه الترجيح بأن الصوم أفضل في السفر من دون المشقة؟
الجواب: نقول سبب التفضيل من وجوه.
1 - أن الصوم في السفر في شهر رمضان فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي في حديث أبي الدرداء وأيضًا كما هنا في هذا الباب في حديث ابن أبي أوفى.
2 - أن صوم رمضان في السفر أسرع في براءة الذمة.
3 - أن فيه تيسيرًا على المكلف بحيث يصوم مع الناس وغالب من يفطر أيامًا كثيرة يشق عليه بعد ذلك القضاء حتى ربما أفضى ببعض الناس إلى أن يؤخر القضاء إلى أن يدخل عليه رمضان الآخر وهو لم يقض رمضان الماضي.
4 - أن زمن الصوم وظرفه أفضل؛ لأنه يعمي في شهر تعظم فيه الحسنات وزمن أفضل من غيره وهو شهر رمضان بخلاف أيام القضاء فإنه يصوم قضاء ولكن ليس أجر القضاء كأجر الصوم في نهار رمضان.
إن قال قائل: في حديث حمزة بن عمرو الأسلمي .. عند مسلم له ألفاظ

الصفحة 116