كتاب شرح كتاب الصوم من صحيح البخاري

وميمونة أخت أم الفضل، وأما المرسل فيحتمل أنهما أرسلتا جميعًا ويحتمل أن أم الفضل أمرت ميمونة فأرسلت ميمونة فيحتمل أن أحداهما أشارت على الأخرى بأن ترسل لبنًا والأخرى باشرت الإرسال، فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - من اللبن فالحديث يدل على شرعية فطر يوم عرفة للحجاج وأنه لا ينبغي أن يصوم الإنسان هذا اليوم حتى يتقوى على الدعاء؛ لأنه لو صام الإنسان هذا اليوم لضَعُفَ ولترك عبادة أفضل من عبادة الصيام في مثل هذا الوقت في مثل هذه الحال لاسيما في وقت الحر.
مسألة: هل صح النهي عن صيام يوم عرفة بعرفة؟
الجواب: هذا جاء عند أهل السنن إلا الترمذي من طريق مهدي العبدي الهجري عن عكرمة عن أبي هريرة ولكن مهدي فيه ضعف. قال ابن معين: لا أعرفه: فالنهي عن صيامه لا يثبت كما قال العقيلي ولكن يقال: إن السنة ظاهرة بأنه لا يصام.
وقد صح عن عائشة وابن الزبير صيام يوم عرفة في الحج فقد أخرجه مالك في «الموطأ» وابن أبي شيبة وعلَّق عليه شيخنا ابن باز في شرح «الموطأ» حيث قال: «إنه من اجتهادنا - رضي الله عنها -» فظنت أنه لا بأس إذا لم يكن هناك مشقة ولكن الصحيح فعل السنة حتى وإن كان لا يوجد مشقة وفي غاية الراحة فالسنة حاكمة وليست محكومة فالسنة عند التنازع يفزع إليها.

الصفحة 201