كتاب معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

أصول الإسلام والإيمان
19 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» (¬1). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

20 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ (¬2) وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ (¬3)، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ (¬4)» (¬5). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.

21 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما -، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: أَرَأَيْتَ
¬__________
(¬1) قال الإمام الآجري في «الأربعين» (ص: 82): «من ترك فريضة من هذه الخمس وكفر بها وجحد بها لم ينفعه التوحيد ولم يكن مسلمًا، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر»، وقال ابن مسعود: «إن الله عز وجل قرن الزكاة مع الصلاة، فمن لم يزكِّ ماله فلا صلاة له»، ولما قُبِض النبي - صلى الله عليه وسلم - ارتد أهل اليمامة عن أداء الزكاة وقالوا: نصلي ونصوم ولا نزكي أموالنا. فقاتلهم أبو بكر الصديق مع جميع الصحابة حتى قتلهم وسباهم وقال: «تشهدون أن قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة» كل ذلك لأن الإسلام خمس لا يُقبَل بعضه دون بعض، فاعلم ذلك» اهـ.
(¬2) البضع: ما بين الثلاثة إلى العشرة.
(¬3) يعني: إزالة ما يتأذَّى به المارة من شوك، أو حجر، أو نحوه.
(¬4) «الحياء شعبة من الإيمان»: معناه: أن الحياء يقطع صاحبه عن المعاصي ويحجزه عنها، فصار بذلك من الإيمان؛ إذ الإيمان بمجموعه ينقسم إلى ائتمار لِمَا أمر الله به، وانتهاء عما نهى عنه.
(¬5) هذا الحديث أصل في إثبات أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، كما هو قول أهل السنة والجماعة. قال الإمام ابن منده في «الإيمان» (1/ 332): «جعل - صلى الله عليه وسلم - الإيمان شعبًا بعضها باللسان والشفتين، وبعضها بالقلب، وبعضها بسائر الجوارح: فشهادة أن لا إله إلا الله فعل اللسان، تقول: شهدت أشهد شهادة، والشهادة فعلة بالقلب واللسان لا اختلاف بين المسلمين في ذلك، والحياء في القلب، وإماطة الأذى عن الطريق فعل سائر الجوارح» اهـ.

الصفحة 32