كتاب معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا (¬1)» (¬2). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

26 - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ: «مَا تَذَاكَرُونَ؟». قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ: «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْا قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ: الدُّخَانَ (¬3)، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ (¬4)، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ (¬5): خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ
¬__________
(¬1) قال الإمام ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/ 172): «في «الصحيحين» عن سهل بن سعد، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة». زاد البخاري في رواية له: «إنما الأعمال بالخواتيم». وقوله: «فيما يبدو للناس» إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس، إما من جهة عمل سيئ ونحو ذلك، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره، فتوجب له حسن الخاتمة» اهـ.
(¬2) قال الإمام الآجري في «الأربعين» (ص: 90) بعد روايته لهذا الحديث: «ينبغي لك أيها السائل أن تعلم أن الله عز وجل قد فرغ من أرزاق العباد، وأن كل عبد مستوف رزقه لا يزيد فيه ولا ينقص منه، وكذا قد فرغ من الآجال، لا يزداد أحد على أجله ولا ينتقص منه حتى يأتيه آخر أجله، وكذا كتب الله عز وجل عمله الذي يعمل خيرًا كان أو شرًا، وكتبه شقيًّا أو سعيدًا، فكل العباد يسعون في أمر قد فُرغ منه، والإيمان بهذا واجب، ومن لم يؤمن به كفر» اهـ.
(¬3) الدخان: دخان يأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام.
(¬4) الدابة: هي المذكورة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82]. وهي دابة تخرج في آخر الزمان تُكَلِّم الناس، وتنكت في وجه الكافر نكتة سوداء فيَسْوَدُّ وجهه، وتنكت في وجه المؤمن نكتة بيضاء فيَبْيَضُّ وجهه، فيُعرَف المؤمن من الكافر.
(¬5) خسف المكان: ذهابه في الأرض وغيابه فيها.

الصفحة 37