كتاب معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ (¬1)، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ (¬2)، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ (¬3)، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ (¬4). وَقَالَ: مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ
¬__________
(¬1) الإخلاص: أن يقصد بالعمل وجه الله ورضاه فقط، دون غرض آخر دنيوي.
(¬2) قال الإمام المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/ 693): «وأما مناصحة ولاة الأمر: فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم، وحب اجتماع الأمة عليهم، وكراهية افتراق الأمة عليهم، والتدين بطاعتهم في طاعة الله، والبغض لمن رأى الخروج عليهم، وحب إعزازهم في طاعة الله» اهـ بتصرف.
(¬3) قال الإمام الطبري كما في «فتح الباري» (13/ 37): «المراد: لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة» اهـ.
(¬4) قال القاري في «مرقاة المفاتيح» (1/ 307): «المعنى: أن دعوة المسلمين قد أحاطت بهم فتحرسهم عن كيد الشيطان وعن الضلالة، وفيه تنبيه على أن من خرج من جماعتهم لم ينل بركتهم وبركة دعائهم؛ لأنه خارج عما أحاطت بهم من ورائهم. وقال صاحب «النهاية»: الدعوة المَرَّة من الدعاء، أي: تحويهم وتثبتهم وتحفظهم، يريد به أهل السنة والجماعة، دون أهل البدعة» اهـ بتصرف.

الصفحة 45