كتاب معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

«لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ (¬1) وَالحَرِيرَ (¬2) وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ (¬3)، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ (¬4)، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ (¬5) بِسَارِحَةٍ (¬6) لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ لِحَاجَةٍ (¬7) فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا. فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ (¬8)، وَيَضَعُ العَلَمَ (¬9)، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

47 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا (¬10)، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ (¬11)، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ (¬12) .....................................................................
¬__________
(¬1) الحِرَ: الفَرْج. والمعنى: أنهم يستحلون الزنا.
(¬2) أي: يستحل الرجال لبس الحرير.
(¬3) المعازف: اسم لكل آلات الملاهي التي يُعزَف بها، كالمزمار، والطبلة، والدف، والعود، والشبابة. قال الإمام ابن القيم في «مدارج السالكين» (1/ 496): «ومعلوم عند الخاصة والعامة: أن فتنة سماع الغناء والمعازف أعظم من فتنة النَّوْح بكثير، والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب: أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم، وفشت فيهم، واشتغلوا بها، إلا سلَّط الله عليهم العدو، وبُلُوا بالقحط والجدب وولاة السوء، والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر، والله المستعان» اهـ.
(¬4) علم: جبل، أو هو رأس الجبل.
(¬5) أي: راعيهم.
(¬6) بسارحة: بغنم.
(¬7) يعني: الفقير.
(¬8) أي: يُهلكهم في الليل.
(¬9) أي: يَدُكُّ الجبل ويوقعه على رؤوسهم.
(¬10) أي: سيكون بعدي.
(¬11) أصحاب السياط: هم الظلمة من أصحاب الشرطة، الذين يضربون الناس بغير حق.
(¬12) قيل معناه: أنهن يلبسن ثيابًا رقاقًا تصف ما تحتها، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في المعنى. وقيل: إنهن يكشفن بعض أجسامهن، ويسترن بعضه. وقيل: كاسيات من نعم الله عز وجل عاريات من شكرها.

الصفحة 51