كتاب معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

الصوم
68 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا (¬1)، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (¬2)». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

69 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ (¬3)، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ (¬4)، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ (¬5)، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ (¬6) أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

70 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ (¬7)، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ (¬8)، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
¬__________
(¬1) إيمانًا: تصديقا بأنه حق، وأن الله فرضه عليه، معتقدًا فضيلته. احتسابًا: أن يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، وأن يحتسب ما يلحقه نهارًا من الجوع والعطش والامتناع من الزوجة في جنب الله عز وجل.
(¬2) المعروف عند العلماء: أن هذا مختص بغفران الصغائر دون الكبائر، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة.
(¬3) «كل عمل ابن آدم له» أي: كل عمله له، فإن له فيه حظًّا ودخلًا؛ لاطلاع الناس عليه، فهو يتعجل به ثوابًا منهم، «إلا الصيام فإنه لي» أي: خالص لي، لا يطلع عليه غيري، «وأنا أجزي به»: جزاءً كثيرًا؛ إذ لا يكون العبد صائمًا إلا بإخلاص.
(¬4) أي: ستر من النار.
(¬5) «فلا يرفث»: لا يتكلم بقبيح. «ولا يصخب»: لا يصيح ولا يخاصم.
(¬6) أي: تغير رائحة فم الصائم.
(¬7) قليلًا أو كثيرًا.
(¬8) صوم الفرض أو النافلة.

الصفحة 65